Friday, September 15, 2006

إنتزاع الهوية
مصر فرعونية...والعرب محتلون...


هل معقول أننا فجأه قررنا محاكمة التاريخ العربى الإسلامى ؟! هذا تاريخ... له وعليه ..، وليس بهذه البساطه ينبرى أحدهم ليزف إلينا نبأ أن العرب نهبوا المصريين و أن العرب ملاعين...؟!!!

ولكن لماذا لا نفكر فى محاكمة الفرس...و الإغريق... والرومان و المسئولين عن عصر الشهداء حيث كانت المجازر الرومانيه تفتك بالمسيحيين الأوائل ...ثم الإضطهاد المسيحى الغربى للمسيحيين الأقباط..! عندما بدأ عصر الأديره والهرب و الإختفاء فى الصحراء..
ثم ما تعرض له مئات الالوف من المسلمين – بل وكثير من المسيحيين- أثناء الحروب الصليبيه من عدوان ومجازر...الخ و التطهير العرقى والدينى الذى تعرض له ملايين المسلمين فى أسبانيا على يد محاكم التفتيش...
الحماس للتهجم والعربده التاريخيه فى الحاله الأولى مقابل التجاهل و التسامح فى الحاله الثانيه يؤكد أن المحاوله غير بريئه إطلاقاً...!
التاريخ موجود... و الإطلاع و البحث فيه بشكل علمى متاح.. كما كان متاحاً دائماً.. ولكن هذا العبث بالشكل الذى قرأته فى كتابات بعض الإخوة - فى تقديرى- ليس إلا محاوله واضحه فى السياق الذى يتبناه الأمريكيون ويرفع شعارات مثل "الشرق الأوسط الكبير" و القضاء الكامل على أى علاقه أو رابطه تجمع الدول العربيه أو تربط مصر بالذات مع باقى الدول العربيه ..
هذا الكلام ينسجم ويتسق مع النظريه الفاسده التى تنادى بأن مصر فرعونيه...! و أن العروبه يجب ان تلغى...وتنبذ...وان علاقتنا يجب أن تكون أساساً مع الطليان و الجريك ...بل ومع إسرائيل ! اما العرب فهم متخلفون ولا يربطنا بهم شىء أكثر مما يربط تركيا مثلاً بالعرب..
الفكره أن النواحى العرقيه و رابطة الدم - خاصة فى بلد مثل مصر- لا يمكن بناء اى شىء عليها ..فنحن هنا فى مصر - شأن كثير من دول العالم القديم - خليط من عدد كبير من العروق..أصولنا المصريه القديمه موجوده... والدم العربى دخل بقوه فى تركيبتنا ...و الدماء التركيه بانواعها المتعدده لها نصيب كبير فى تشكيلنا.. بالإضافه لعديد من العروق والجنسيات الأخرى التى كانت كالروافد الصغيره التى أسهمت فى تكوين و تشكيل الجنس الذى يعيش الآن فى هذا البلد.
ولكنى أرى أن المسأله العرقيه ليست أساسيه ...المهم هو ثقافتنا ..الثقافه بمعناها الواسع
اللغه...العادات والتقاليد..الفنون...الدين والقيم الأخلاقيه...الروابط التاريخيه والجغرافيه
لا ارى وصفاً لهذه الثقافه سوى انها ثقافه عربيه إسلاميه.
أعتقد أن محاولة تشويه أو تعديل الهوية فى منتهى الخطوره ولا تقل خطوره عن الإحتلال الاجنبى .

يوميات مسن



- جالس وعيناه مفتوحتان...قلما يفعل ذلك..عادة ما يغلقهما وكأنه يقطع صلته بما حوله عامداً..وكأنه يضع حاجزاً بينه وبين كل شىء حوله...ينقل بصره فيما حوله بنظرات زائغه ..واهنه
هل خطر شىء بباله ؟ يريد ان يسأل عن شىء أو أن يقول شيئاً..لا يقول اى شىء ! وبعد قليل يغمض عينيه ثانية ويسلم نفسه لشىء بين النوم واليقظه..أنه عالمه الخاص الذى لا ينفذ إليه أحد..أحاول ان اكلمه ولكنه لا يرد..هل يسمعنى ؟ لا يمكن ان أعرف .


- يتقلب فى فراشه..ورفع الغطاء ..سارعت إليه لأجده يحاول جاهدا أن يقوم..لا يمكنه أن يغادر الفراش معتمدا على نفسه...نفس الموقف يتكرر مرارا ...الا يعلم ذلك ؟ نظراته بائسه راجيه أو متوسله ..."ما ذا تريد يا أبى ؟" سألته . لا يجيب . ألح فى السؤال ، فيغمغم شيئاً أفهم منه انه يريد التبول .

- أودعه قبل السفر ..أقبل وجنته ورأسه و أهمس فى أذنه ..إننى مسافر يا أبتاه ..نظرته متسائلة كمن لا يفهم لماذا أو كمن يبحث عن فكرة يجد صعوبة فى النطق بها . أستطرد فى الإيضاح أنى مسافر للعمل و... و إن شاء الله أعود قريباً .. بدأ يتكلم ...يعرض علىّ المساعدة ...؟! إنت إبنى و إذا كنت محتاج أى شىء ...إلخ. شكرته ودعوت له و قبلت يده ورأسه و الألم يعتصر قلبى ..لا زال يتصرف وقتما كان فى عافيته ...الكرم والعطاء والبذل بلا حدود من أجلنا .

Wednesday, September 06, 2006

كيف عشنا "القارعة" ...فى 11 سبتمبر
ما الذى يجرى ؟ المحطه الاقتصاديه لا تمارس نشاطها بشكل طبيعى..المذيع المعروف الذى يقدم تلك الفتره الصباحيه المبكره يتكلم..ولكن شىء ما فى تعبيرات وجهه يبعث على الحيره والقلق وربما الخوف ؟!. ثم...ماذا هناك.. آه .... تلك الصوره فى ركن الشاشه انه مبنى يحترق...! لا بد ان هناك حريقا هائلاً قد شب فى إحدى تلك البنايات ...عامود من الدخان يتصاعد !! ثم ..شريط الأسعار – اسعار الأسهم- انها هى ايضا غير طبيعيه ! الشريط يلف كالمعتاد ولكنه يحمل ارقاما كلها باللون الازرق ..أرقاما غير حيه ..ميته ..اى لا يوجد نشاط فعلى فى السوق !
بدات أركز مع مايقوله المذيع . انه لا يعرف بعد ماحدث بالتاكيد ولكنه اشار الى شىء ما ..حادث ...ربما ذكر شيئا عن طائره ...لا أذكر بوضوح .
لفد مرت سنتان على هذا اليوم..لماذا لم افكر فى تسجيل مشاعرى وقتها ؟ احاول ان اتذكر.. الآن وبعد كل هذا الوقت مع حجم الأحداث وتتابع الأخبار وقتها ...أجد صعوبه..والتذكر يستهلك طاقه كبيره ! يا إلهى هل حدث هذا كله فى ذلك اليوم ؟
تتالت الصور المرعبه...كل شىء على الهواء ...ياربى ماذا يحدث ؟
جاءت زوجتى والاولاد واجتمعنا كلنا فى غرفه واحده لنشاهد ما يحدث...ولا نصدق ما نرى ! اتصلت بأخى فى الولايات المتحدة...رد علىٌ ولكنه قال لى انه مشغول الآن ..! ربما كان يشاهد التليفزيون ايضا ...اكتشفت بعد ذلك انه لم يكن يعلم..!!!! كان هناك...يكاد يكون فى بؤرة الأحداث ولا يعلم.... لم يدرى بما حدث حتى أبلغه شخص ما كان يحدثه من اوروبا على التليفون ...على ما أذكر .
اتصل بى صديق من الشرق الأوسط..كان الوقت عندهم حوالى الساعه 4 او 5 مساءاً ...يبدو انه كان مأخوذاً ولم يجد غيرى ليشاركه الإنفعال ! اكد لى ان هذا لايمكن الا ان يكون من فعل تنظيمات امريكيه فى غاية التقدم وذوى امكانات وقدرات فائقه ! ...قلت له أدعو الله ان يكون ظنك فى محله ...كلنا يحاول أن يخفى رعبه من ان يكون للعرب او المسلمين علاقه بالموضوع !
أذهب للنوم مساءاً بعدما أكاد ان اسقط من الإعياء من متابعتى لجميع المحطات الإخباريه على امل ان تنكشف الغمه...! أدعو الله ان استيقظ فى اليوم التالى لأجد انهم قد اكتشفوا جماعه امريكيه متطرفه- على شاكلة حادث مدينة أكلاهوما - وراء الحادث الفظيع .
فى صباح اليوم الثانى أو الثالث صاح إبنى من الدور السفلى فى لهجه من يسال ...ومن يخبر فى الوقت نفسه ..ربما وهو لا يزال فى سريره " لبسناها...!" اظن انه كان يشير الى تصريح واضح من احد كبار المسئولين الأمريكيين – سمعه فى الإذاعه عندما فتح عينيه –" ان كل الأدله تشير إلى أسامه بن لادن وتنظيمه ..." ! أه ...وقعت الواقعه !