إنتزاع الهوية
مصر فرعونية...والعرب محتلون...
مصر فرعونية...والعرب محتلون...
هل معقول أننا فجأه قررنا محاكمة التاريخ العربى الإسلامى ؟! هذا تاريخ... له وعليه ..، وليس بهذه البساطه ينبرى أحدهم ليزف إلينا نبأ أن العرب نهبوا المصريين و أن العرب ملاعين...؟!!!
ولكن لماذا لا نفكر فى محاكمة الفرس...و الإغريق... والرومان و المسئولين عن عصر الشهداء حيث كانت المجازر الرومانيه تفتك بالمسيحيين الأوائل ...ثم الإضطهاد المسيحى الغربى للمسيحيين الأقباط..! عندما بدأ عصر الأديره والهرب و الإختفاء فى الصحراء..
ثم ما تعرض له مئات الالوف من المسلمين – بل وكثير من المسيحيين- أثناء الحروب الصليبيه من عدوان ومجازر...الخ و التطهير العرقى والدينى الذى تعرض له ملايين المسلمين فى أسبانيا على يد محاكم التفتيش...
الحماس للتهجم والعربده التاريخيه فى الحاله الأولى مقابل التجاهل و التسامح فى الحاله الثانيه يؤكد أن المحاوله غير بريئه إطلاقاً...!
التاريخ موجود... و الإطلاع و البحث فيه بشكل علمى متاح.. كما كان متاحاً دائماً.. ولكن هذا العبث بالشكل الذى قرأته فى كتابات بعض الإخوة - فى تقديرى- ليس إلا محاوله واضحه فى السياق الذى يتبناه الأمريكيون ويرفع شعارات مثل "الشرق الأوسط الكبير" و القضاء الكامل على أى علاقه أو رابطه تجمع الدول العربيه أو تربط مصر بالذات مع باقى الدول العربيه ..
هذا الكلام ينسجم ويتسق مع النظريه الفاسده التى تنادى بأن مصر فرعونيه...! و أن العروبه يجب ان تلغى...وتنبذ...وان علاقتنا يجب أن تكون أساساً مع الطليان و الجريك ...بل ومع إسرائيل ! اما العرب فهم متخلفون ولا يربطنا بهم شىء أكثر مما يربط تركيا مثلاً بالعرب..
الفكره أن النواحى العرقيه و رابطة الدم - خاصة فى بلد مثل مصر- لا يمكن بناء اى شىء عليها ..فنحن هنا فى مصر - شأن كثير من دول العالم القديم - خليط من عدد كبير من العروق..أصولنا المصريه القديمه موجوده... والدم العربى دخل بقوه فى تركيبتنا ...و الدماء التركيه بانواعها المتعدده لها نصيب كبير فى تشكيلنا.. بالإضافه لعديد من العروق والجنسيات الأخرى التى كانت كالروافد الصغيره التى أسهمت فى تكوين و تشكيل الجنس الذى يعيش الآن فى هذا البلد.
ولكنى أرى أن المسأله العرقيه ليست أساسيه ...المهم هو ثقافتنا ..الثقافه بمعناها الواسع
اللغه...العادات والتقاليد..الفنون...الدين والقيم الأخلاقيه...الروابط التاريخيه والجغرافيه
لا ارى وصفاً لهذه الثقافه سوى انها ثقافه عربيه إسلاميه.
أعتقد أن محاولة تشويه أو تعديل الهوية فى منتهى الخطوره ولا تقل خطوره عن الإحتلال الاجنبى .
