كتبت هذه الرسالة إلى آيات فى نوفمبر 2006
إبنتى العزيزة آيات
سلام عليك ورحمة من الله وبركات.. وأدعو الله أن تكون قد شفيت وتعافيت وصرت بخير والحمد الله.
منذ أيام قرأت على شريط أنباء الجزيرة (التيكر) أن إستطلاعاً للرأى فى كندا أظهر أن 59% من الكنديين يؤيدون سحب القوات الكندية من افغانستان.
نسبة لا باس بها ولكنى كنت أتمنى أن تكون أعلى من ذلك.
للأسف متابعتى للسياسة الكندية شبه معدومة وأنا خارج كندا. طبعاً المفروض أن أطلع على الإعلام الكندى على الإنترنت، على الأقل ...ولكن يبدو للأسف أن تزاحم وسخونة الأحداث فى الشرق الأوسط والعالم العربى لا تترك وقتاً لمتا بعة أخبار كندا...
فى الحقيقة أنا أشعر بتأنيب الضمير للوقوف ساكناً وعدم محاولة عمل شىء تجاه تلك الحرب الخائبة التى زجت كندا بنفسها فيها...
لعلك تعرفى يا آيات بعض الشىء عن تاريخ أفغانستان...مما أعرفه أتوقع أن الحرب فى هذا البلد يمكن ان تستمر إلى ما لا نهاية...كل شىء فى تاريخ افغانستان يؤكد أن هذا الشعب لم يستسلم أبداً لأى قوة خارجية حاولت فرض نفوذها عليه ..ربما تكونى قرأت شيئاً من هذا القبيل...هؤلاء الناس هزموا إمبراطوريتين كبيرتين وهما فى أوج قوتهما... قصة الإتحاد السوفييتى معروفة ولا زالت ماثلة فى الأذهان.. والبعض يقول ان حرب أفغانستان كانت سبباً رئيسياً فى إنهيار الإتحاد السوفييتى . قد يقال أن أمريكا إستغلت ورطة الروس و ساعدت الأفغان...إلخ
ولكن كيف إنتهى تاريخ بريطانيا العظمى هناك ؟ إنتهى بمذبحة راح ضحيتها الآلاف من جنود الإمبراطورية ، ودون مساعدة من الخارج .
المؤلم ..وما أخشاه، أن تكون نهاية قوات الناتو ومنها كندا نهاية ماساوية... والسبب الرئيسى أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الشعب وهذا البلد ولا يفهمون ثقافته ولا يقدرون صعوبة التعامل مع الجغرافيا والتاريخ فى افغانستان .
إنى أشفق على هؤلاء الشباب الكنديين الأبرياء الذين يلقى بهم هناك وعلى الأفغان الفقراء المساكين الذين يذهبون ضحية للغباء والغطرسة الغربية وأخيراً أشفق علينا إذا حدثت مشكلة بسبب هذه الحرب كما حدث فى لندن او مدريد.
اتمنى أن يتسع وقتى لكتابة شىء وإرساله لكل السياسيين فى كندا لأفعل ما يمليه على ضميرى .
ما يحزننى أن رسالتى السابقة إليك والتى أرسلت نسخة منها إلى كل من أعرف من الكنديين العرب ، لم تثر إهتمام أحد غيرك. كما لو أن الموضوع لا يعنيهم..!
مع حبى وتحياتى
سلام عليك ورحمة من الله وبركات.. وأدعو الله أن تكون قد شفيت وتعافيت وصرت بخير والحمد الله.
منذ أيام قرأت على شريط أنباء الجزيرة (التيكر) أن إستطلاعاً للرأى فى كندا أظهر أن 59% من الكنديين يؤيدون سحب القوات الكندية من افغانستان.
نسبة لا باس بها ولكنى كنت أتمنى أن تكون أعلى من ذلك.
للأسف متابعتى للسياسة الكندية شبه معدومة وأنا خارج كندا. طبعاً المفروض أن أطلع على الإعلام الكندى على الإنترنت، على الأقل ...ولكن يبدو للأسف أن تزاحم وسخونة الأحداث فى الشرق الأوسط والعالم العربى لا تترك وقتاً لمتا بعة أخبار كندا...
فى الحقيقة أنا أشعر بتأنيب الضمير للوقوف ساكناً وعدم محاولة عمل شىء تجاه تلك الحرب الخائبة التى زجت كندا بنفسها فيها...
لعلك تعرفى يا آيات بعض الشىء عن تاريخ أفغانستان...مما أعرفه أتوقع أن الحرب فى هذا البلد يمكن ان تستمر إلى ما لا نهاية...كل شىء فى تاريخ افغانستان يؤكد أن هذا الشعب لم يستسلم أبداً لأى قوة خارجية حاولت فرض نفوذها عليه ..ربما تكونى قرأت شيئاً من هذا القبيل...هؤلاء الناس هزموا إمبراطوريتين كبيرتين وهما فى أوج قوتهما... قصة الإتحاد السوفييتى معروفة ولا زالت ماثلة فى الأذهان.. والبعض يقول ان حرب أفغانستان كانت سبباً رئيسياً فى إنهيار الإتحاد السوفييتى . قد يقال أن أمريكا إستغلت ورطة الروس و ساعدت الأفغان...إلخ
ولكن كيف إنتهى تاريخ بريطانيا العظمى هناك ؟ إنتهى بمذبحة راح ضحيتها الآلاف من جنود الإمبراطورية ، ودون مساعدة من الخارج .
المؤلم ..وما أخشاه، أن تكون نهاية قوات الناتو ومنها كندا نهاية ماساوية... والسبب الرئيسى أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الشعب وهذا البلد ولا يفهمون ثقافته ولا يقدرون صعوبة التعامل مع الجغرافيا والتاريخ فى افغانستان .
إنى أشفق على هؤلاء الشباب الكنديين الأبرياء الذين يلقى بهم هناك وعلى الأفغان الفقراء المساكين الذين يذهبون ضحية للغباء والغطرسة الغربية وأخيراً أشفق علينا إذا حدثت مشكلة بسبب هذه الحرب كما حدث فى لندن او مدريد.
اتمنى أن يتسع وقتى لكتابة شىء وإرساله لكل السياسيين فى كندا لأفعل ما يمليه على ضميرى .
ما يحزننى أن رسالتى السابقة إليك والتى أرسلت نسخة منها إلى كل من أعرف من الكنديين العرب ، لم تثر إهتمام أحد غيرك. كما لو أن الموضوع لا يعنيهم..!
مع حبى وتحياتى
عمك ...
